في العام 2004 صدر لي كتابٌ عنوانه: الصراع على الإسلام( ). وكنتُ أقصدُ بذلك الصراع ما ظهر بعد إغارة القاعدة على الولايات المتحدة عام 2001، ونشوب الحرب العالمية على الإرهاب، من استماتة ثلاث جهاتٍ أو أربع للقبض على روح الإسلام للتمكُّن من إخماد ثورانه أو الإفادة منه: الجهة الأُولى الولاياتُ المتحدة والدول الغربية الكبرى بعامة، والجهة الثانيةُ السلطاتُ العربيةُ والإسلاميةُ التي انفجر الدينُ في وجهها، والجهةُ الثالثةُ الثائرون أنفسُهُمْ على اختلاف فئاتهم سواء أكانوا من حركات الإسلام السياسي، أو من الجهاديين، والجهةُ الرابعةُ المفكرون والمثقفون العربُ والمسلمون، الذين استمروا في محاولاتهم لفهم هذا الدين، وإفهام عِلَل وظواهر شذوذاته لسلطاتهم وللعالم.
إنّ الصراع على روح الإسلام وفهمه قديمٌ ويعود إلى مطالع القرن التاسع عشر. وأنا لا أقصدُ من هذا القول إنّ التاريخ يعيد نفسه، فهناك فروقٌ كثيرةٌ وكبيرةٌ في المواقف والمنهجيات والمقاصد بين الصراع الجاري منذ سبعينات القرن العشرين، وذاك الذي ساد...
المزيد>>>